كان عابدا مطيعا يسبح ليلا و نهارا لا يفتر
يقدس الله يمجده و يثني عليه
همه إرضاء ربه
حتى أتى الوقت الذي كشف فيه عن نقابه و بانت فيه سرائره
شاع الخبر سيأتي من يخلف الأرض و يقيم الدستور القويم
و لكن لما؟... ألا نكفي نحن؟.. نسبحك و نقدسك!؟
و لكن قُضي الأمر و حُسم ولا جدال بعده
شُكل و عُدل و أُقيم و نُفخ فيه الروح
أتاهم أمره .. إسجدوا له
إستجابوا له فسجدوا كلهم إلا ...
أهناك أحدٌ من بيننا يجرأ على عصيان ذا الجبروت؟!
إنه إبليس
أهذا إبليس الذي كان عابدا لله!
أهذا الذي كان يسبح ولا يسأم يطيع ولا يعصي!
ماذا فعل الآن؟
إستكبر و لم يسجد
فما كان عقابه إلا الرجم من الجنة بل و من رحمة الله
أرأيت فعل إبليس
أسرق!
أزنى!
أقتل!
لم يفعل شيئا من هذا و إن حُرِّم .. بل فعل الأعظم
إنها سجدة لم يسجدها لله و قال أنا خير منه خلقتي من نار و خلقته من طين
فأنظر يا تارك الصلاة...إنظر إلي قوله و فعله لقد حقر منك و إستهان بأصل خلقك
"قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62) الإسراء
إنها لهي سجدة لم يسجدها إبليس و طرد من رحمة الله
فأنت يا تارك الصلاة كم من سجدة تركتها؟
كم من صلاة لم تؤدها؟
أتفعـــل كمــا فعـــل!؟
أتتجرأ على الله بفعلك هذا و تقول لا لن أصلي!
أم أنك ساهي في دنيا اللهو و الطرب حتى نسيت ذكر الرب!
فاعلم أنك لن تضر الله بفعلك هذا بل إن الضرر آتيك لا محالة
فإنه من يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا يكون له معين على المعاصي
فلا تجعل الشيطان لك عونا في ترك الصلاة
فإنه قد رجم من رحمة الله
و ما يريد منك إلا أن تكون مثله في الدرك الاسفل
فاجعل عصيانك للشيطان و طاعتك لله تسعد
