بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ما لاح برقٌ أو ترنّم طائرٌ ..... إلا انثنيت ولي فؤاد شيّق
مرحبا أيتها الأقلام الشائقة ~
يقولون : شاق فهو شائق ومشوّق .
وشاقه واشتاق إليه ، فهو شيّق ومشتاق ومشوق .
وما معنى الشوق قبل أن نبحر ؟
الشَّوْقُ والاشْتياقُ : نِزاعُ النفس إلى الشيء، والجمع أَشْواقٌ ، شاقَ إليه شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً.
ويشتاق القلب إلى حبيبه : وطنًا كان أم شخصًا ، أو قلمًا كان أم كتابًا .
يا بَعيدَ الدارِ عَن وَطَنِهِ ×× مُفرداً يَبكي عَلى شَجنِهِ
وَلَقَد زادَ الفُـؤادَ شَجًى ×× طائِرٌ يَبكـي عَلى فَنَنِهِ
شاقَهُ ما شاقَنَي فَبَكى ×× كُلَّنا يَبكي عَلى سَكَــنِهِ
وما نحن إلا أحاسيس قد اجتمعت ، وتهتز عفوا ، تهفو إلى الحبيب أينما استقرّ .
وما نحن إلا أحاسيس قد اجتمعت ، وتهتز عفوا ، تهفو إلى الحبيب أينما استقرّ .
فنقول في لغتنا : شُقتني إليك ، وشوّقتني ( إن كان هو من أحدث الشوق ) ، فهو شائق وأنت مشتاق وشيّق .
هنا الفعل متعدٍّ ، ويتعدّى الفعل شاق بإلى ، وربما يتعدى بنفسه إن كان بمعنى ( هيّج ) . شاقني صوت حمامة ، وشاقنا نظم شاعر ، وشاقني نداء الصغير ، أو أشتاق حرف الفصيح .
أشـتاقهُ فإذا بدا .. أطرقتُ من إجلاله لا خيفة بل هيبة .... وصيـانةٌ لجمالهِ
ويرى بعض اللغويين أنّ هذه التعديّة غير أصلية ، فالأصل وجود حرف الجرّ ( إلى ) ، وإنّما حُذف حرف الجرّ ؛ موافقة لنزع النفس إلى الشيء وحنينها إليه ..
//
بقي أن نسأل أنفسنا : متى نصف الشيء بأنّه ( شائق ) ، ومتى نقول : ( شيّق ) ..؟
الشائق / هو الذي أحدث الشوق في نفسك ، والذي هيّج الحنين فيها .
والشيّق / هو قلبك المسكين الذي طواه الحنين .
||||||
قطــــرة /
يقول أحمد شوقي في وصف عروس النيل :
حتى إذا بلغت مواكبها المدى ..... وجرى لغايته القضاء الأسبق
ألقت إليك بنفسها ونفيسـها .... وأتتك شيّــقةٌ حواها شيّـق .
.::.
همســـة - ،
نخطئ حين نقول : أشكرك على موضوعك الشيّق . فالموضوع ليس شيّقًا بل أنا الشيّق وهو الشائق .
بقلمـ أستاذتي الغالية / قطرات النحو النديّة